"والسماء والطارق"


من قديم الزمان وكل علماء الفضاء يتوقعون وينتظرون أن تصلهم رسالة من أى مخلوقات فضائية أو أن تتواصل معاهم بأى طريقة!! لدرجة أن وكالة ناسا قامت سنة 1977  بإرسال مركبة فضاء عليها رسالة موجهة لأى كائنات تعيش فى الفضاء
٠هل توجد فعلا مخلوقات فى الفضاء ستتواصل معنا؟  الله أعلم.
ولهذا بدأت قصتنا  التى سنتحدث عنها اليوم سنة 1967 وبطلتها هى عالم فضاء تدعى جوسلين "Jocelyn" عندما إستقبلت موجات راديو من الفضاء فى غاية الدقة حيث أنها تعمل  نبضة "pulse" كل فترة زمنية مقدارها 1.33730109 ثانية. فى الحقيقة دفعتها هذه الدقة الرهيبة هى وأستاذها إلى الإعتقاد بأن هذه الموجات هى رسالة من مخلوقات فضائية ذكية جدا. ولذلك قاموا بترجمة هذه الموجات إلى صوت "كما يحدث فى جهاز الراديو الذى كان يستخدم قديما فى البيوت". وعندما استمعوا لهذا الصوت سمعوا أصوات طرقات منتظمة ولكن بعد البحث إكتشفوا أنها ليست من مخلوقات فضائية ولكن مصدر هذه الطرقات هى نوع خاص جدا من النجوم وأسموها النجوم النابضة "pulsars".

لننتقل الآن إلى المقطع الأجمل فى قصتنا:
كيف أشار القرآن الكريم للنجوم النابضة؟
يقول ربنا سبحانه وتعالى: "وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)" {الطارق}
يقسم الله سبحانه وتعالى بالسماء ويقسم بنجم حدده بصفتين: الطارق والثاقب.
عندما يقسم الله سبحانه وتعالى بمخلوق فهذا كما ذكرنا من قبل ليلفت نظرنا لنتفكر فى هذا المخلوق وندرك عظمته.
التفاسير القديمة معظمها  متفق على أن المقصود بالقسم هى النجوم بشكل عام وأن الطارق معناها التى تطلع بالليل. لأن لفظ يطرق فى اللغة معناها يأتى ليلا. والثاقب معناها المضىء لأن ضوئها يثقب ظلام الكون.
وطبعا الكلام صحيح ومقنع لأن النجوم فعلا تظهر بالليل وتكون مضيئة.
لكن دائما الآيات التى تحتوى على إشارات علمية فى القرآن يكون لها أكثر من مستوى للفهم وكلهم صحيح. التفسير السابق صحيح لكننا لو تعمقنا أكثر سنجد أن المقصود بالقسم هنا هو النجم النابض "pulsar" .... لماذا؟
لأن معرفتنا الأولى بهذا النجم حدثت بأننا سمعنا طرقات تصدر منه. وبالتالى ينطبق عليه لفظ "الطارق" بمعناها الحرفى.
كما أن هذا النجم يصدر منه طوال الوقت جسيمات النيترينو التى تخترق أو تثقب كل ما يقابلها فى الكون بطريقة مذهلة وبالتالى ينطبق على هذا النجم لفظ "الثاقب"
وكأن المقصود بالقسم هو النجم الذى تصدر منه طرقات منتظمة وتخرج منه الجسيمات التى تثقب كل مايقابلها بقدرة مذهلة.

وفى الحقيقة هذا النجم يحتاج فعلا لأن نتفكر فيه قليلا وندرك عظمة الخالق. كيف لنجم صغير جدا تقريبا فى حجم مدينة مثل القاهرة وكتلته أكبر من كتلة الشمس ويدور حول نفسه بسرعة رهيبة تصل إلى 700 لفة فى الثانية وتخرج منه موجات غير مرئية بدقة عالية جدا وتصلنا هذه الموجات على الأرض لنعرف منها أنه موجود مع أننا لا نراه !!!!! ولتشبيه شدة كثافة هذا النجم فإن ملعقة صغيرة منه وزنها يعادل وزن جبل ضخم !!!!
سبحان من خلق هذا الإبداع بهذه الدقة.
سبحانك ربى ما أعظمك

بقلم د. شريف عمر
#توافق_القران_العلم

#quran_science_match

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الإعجاز العددي في الآذان

لماذا كان يأكل النبي عليه الصلاة السلام الزبيب دائما

كيف عرف نبينا محمد مدة مكوث أهل الكهف بالتقويم الهجري والميلادي...؟