عحائب في جسم الانسان انها اخطر غدة ((التايموس))

غدة التايموس

إنها غدة صغيرة جداً إلى جانب القلب ، أجمع الأطباء والعلماء لقرون عدة أن هذه الغدة لا فائدة لها إطلاقاً ، ولا وظيفة لها إلى سنوات لا تزيد على عشر ، ثم اكتشف أن هذه الغدة أخطر غدة في جسم الإنسان ، هذا الظن المتوهم ، وهذه الحقيقة الناصعة تؤكد أن الإنسان لا يعلم إلا أن يعلِّمه الله :

﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ﴾

[سورة الإسراء: 85]

 لماذا قال الأطباء : إن هذه الغدة لا وظيفة لها ولا فائدة منها ؟ لأنها تضمر تماماً بعد سنتين ، وكأنها لم تكن ، هذا الضمور بعد سنتين من الولادة ، وكأنها لم تكن ، هذا الضمور القريب من الولادة أوهم العلماء أنه لا فائدة منها إطلاقاً ، ثم اكتشف أنها- وأنا أعني ما أقول - أخطر غدة في جسم الإنسان ، ذلك أن جهاز المناعة المكتسب الذي فيه خمس فرق ، فيه فرقة الاستطلاع ، وفرقة المقاتلين ، وفرقة تصنيع السلاح ، وفرقة الخدمات والمغاوير .
 يعنينا من هذا الموضوع السابق الفرقة الثانية ، فرقة المقاتلين ، إنها كريات بيضاء تحمل سلاحًا خطيرًا ، ولكن تقاتل به من ؟ سماها العلماء قبل أن تدخل هذه المدرسة الحربية الغدة الصعترية ، التيموس ، خلايا تائية همجية ، إنسان جاهل معه سلاح قد يقتل أولاده ، فهذه الكريات البيضاء المقاتلة الفرقة الثانية من جهاز المناعة المكتسب تدخل إلى هذه المرحلة الحربية ، وتقبع فيه سنتين ، تتعلم من هو الصديق ، ومن هو العدو ، ففي صورة مجهرية من مجهر إلكتروني يكبر ألوف المرات صورت هذه الغدة فإذا بها مدرج كالمدرج الروماني تماماً ، وهذه الكريات البيضاء الخلايا التائية الهمجية جالسة في مقاعد تستمع بطريقة أو أخرى إلى دروس تتعلم بها من هو الصديق ، ومن هو العدو ، خلية معها سلاح خطير تقاتل من ؟ من هو العدو ؟ هناك آلاف العناصر الصديقة البروتينات ، والمواد المرممة هي مواد صديقة للإنسان ، وهناك آلاف العناصر العدوة ، فلابد من أن تتعلم هذه الخلايا - هذه الكريات البيضاء - من هو الصديق ومن هو العدو ، طريقة التعلم لا تزال مجهولة ، لكن الطفل في هاتين السنتين يضع كل شيء في فمه للتعرف على المحيط ، ويأخذ من مناعة الأم فيتعلم من تجاربه ومن أمراض أصيب بها ، مجموع هذه النشاطات تشكل معلومات حول الصديق والعدو .
لكن كما تعلمون ليس هناك مدرسة على الإطلاق إلا وفيها امتحان ، كيف تمتحن هذه الخلايا التي تلقت العلم سنتين ؟ هناك لهذه الغدة مخرجان امتحانيان ، في المخرج الأول تعطى الكرية البيضاء الخلية التائية التي أصبحت مثقفة ، كانت همجية فأصبحت مثقفة ، تعطى عنصرًا عدواً ، فإن قتلته نجحت ، وإن لم تقتله رسبت ، ورسوبها يعني قتلها ، ثم تعطى امتحانًا آخر ، تعطى عنصرًا صديقًا ، فإن قتلته رسبت ، وتقتل ، وإن لم تقتله نجحت وتنطلق ، فبعد عامين تتخرج هذه الخلايا التائية التي كان اسمها همجية ، فأصبح اسمها بعد الدراسة والثقافة الخلايا التائية المثقفة ، تتخرج ، وقد عرفت من خلال هذه الدورة التي استغرقت سنتين من هو الصديق ، و
٩من هو العدو .

ضمور غدة التيموس بعد سنتين فقط :

 لماذا تضمر ؟ نظام هذه الكليّة أن المتخرجين يوكل إليهم أمر تعليم الأجيال الصاعدة إلى نهاية الحياة ، فهؤلاء الخرّيجون هم الأساتذة ، يعلّمون بقية الخلايا ، وبقية الكرية البيضاء إلى نهاية الحياة ، فعندئذ تنتهي مهمة المدرسة ، فتغلق أبوابها ، وتضمر ، وضمورها سبب الأوهام الذي قالوا : إنها بلا فائدة ، ولا وظيفة لها .
 ما الذي يحصل بعد الخمسين عامًا ؟ يضعف التعليم ، وهذا يجري عند المدرّسين بعد سنٍّ معينة ، يعطي درساً مختصراً بلا تفاصيل ، بلا أدلة ، فيبدو أن هذه الكريات البيضاء الجيل الأول الذي أوكل إليه تعليم الأجيال اللاحقة ، أو لعل كل جيل يعلم جيلا آخر ، هذا في علم الله عز وجل ، في سنّ معينة يضعف التعليم ، فيصاب هذا الجهاز بما يسمى بالخرف المناعي ، وهو كالحرب الأهلية في البلاد ، هذه العناصر المقاتلة ، ومعها سلاح ، بدل أن تقاتل الأعداء تقاتل الأصدقاء ، هناك سبعة أمراض يسببها الخرف المناعي ، كالتهاب المفاصل الرثوي ، هذه حرب أهلية ، الكريات البيضاء تهاجم العناصر الصديقة ، ثم يموت الإنسان ، على كل هذه الغدة التي لم يهتم بها ، ولم يلتفت إليها كانت في ظن علماء كبار أنها لا فائدة منها ، ولا وظيفة لها ، فإذا هي أخطر غدة في الإنسان ، لأنه لولا هذه الغدة لمات الإنسان منذ زمن طويل .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الإعجاز العددي في الآذان

لماذا كان يأكل النبي عليه الصلاة السلام الزبيب دائما

كيف عرف نبينا محمد مدة مكوث أهل الكهف بالتقويم الهجري والميلادي...؟